الاطفال الموهوبين
أ. د. عبده فرحان الحميري
استاذ علم النفس والقياس النفسي
Prof_Alhemyari1963@yahoo.com
dafa1963@yahoo.com
منشور في مجلة وهج الثقافة- مجلة ثقافية تصدر عن كلية العلوم والاداب بشروره – جامعة نجران- العدد التجريبي 2018
مقدمة
جلب التقدم في التربية وعلم النفس في مطلع القرن العشرين معه مصداقيه علمية في مجال تعليم الموهوبين والمتفوقين . وانبثقت الدراسات العلمية المبكرة للموهبة في عشرينات وثلاثينات القرن الماضي عن البحوث العلمية حول موروثية الذكاء، وبناء ادوات لقياس كل من المتميزين وضعيفي الاداء ، وادراك ان المدارس بصفوفها المتدرجة لا يمكن ان تلبي على نحو كاف احتياجات جميع الاطفال.
وفي الربع الاخير من القرن العشرين انطلقت في امريكا واوروبا ودول اخرى وبتمويل ضخم ابحاث مستفيضة حول البرمجة التربوية للموهوبين. وينت التقارير الرسمية في تلك الدول الفرص الضائعة الناتجة عن عدم التعرف على الطلبة الموهوبين وخدمتهم. فالتسريع على سبيل المثال، لا يطبق الا على نطاق محدود رغم الدعم الهائل الذي قدمته البحوث العلمية له. وفي المقابل وجهت الدعوات لمزيد من البحوث في مجال تعليم الموهوبين، واصدرت عدة دول معايير وطنية لتعليم الاطفال الموهوبين. وينظر الى الالفية الثالثة على انها تمثل حقبة جديدة تتوفر فيها امكانيات لا حدود لها لتطوير تعليم الاطفال الموهوبين.
وتؤكد الدراسات بان حوالي 2-3% من مجموع السكان في أي مجتمع لديهم القابلية لان يكونوا موهوبين او متفوقين.( الخطيب،2013).
من هم الاطفال الموهوبين؟
ليس هناك تعريف علمي متفق عليه للموهبة (Giftedness)، ويختلف التربويون في الدولة الواحدة في تعريف الموهبة حتى لو استخدموا نفس اختبار الذكاء لتعريف الموهبة. فمن وجهة نظر جونسن Johnsen : 2003)) يشير مصطلح الموهوبين إلى الاطفال والشباب الذين يظهرون دليلاً على قدرة عالية الاداء في مجالات مثل؛ القدرات الفكرية ، والابداعية ، والفنية أو القيادة ، او في مجالات اكاديمية محددة ، والذين يحتاجون الى خدمات أو أنشطة لأتقدم عادة من قبل المدرسة من اجل تطوير مثل هذه القدرات.
وفي عام 2011، اعادت الرابطة الوطنية الامريكية للأطفال الموهوبين National Association for Gifted Children تعريف الموهبة على النحو الاتي:
الافراد الموهبين هم الذين يظهرون مستويات متميزة من القابلية ( القدرة الاستثنائية على التعلم والتفكير) أو الكفاءة (اداء او انجاز ضمن أعلى 10% في المجتمع) في واحد أو اكثر من المجالات ، وتشمل( الرياضيات ، الموسيقى ، اللغة) أو مجموعة من المهارات الحسية الحركية (الرسم بالألوان، الرقص، الرياضة الخ ...).
ولقد دلت الدراسات التي قام بها العلماء والباحثون أن الاطفال الذين يملكون مواهب نوعية تنطبق عليهم المعايير العامة للتفوق العقلي. ( الخطيب،2013).
كيف نتعرف على الاطفال الموهوبين؟
قبل ان نعد البرامج اللازمة للتعرف على الاطفال الموهوبين لابد ان نتعرف عليهم. وهنا نطرح السؤال التالي: هل التعرف عليهم أمر سهل؟ أم على شيء من الصعوبة وهل يمكن للمعلم عبر الملاحظة ان يقوم بها بشكل عفوي أو مقصود ؟ الحقيقة أن الامر ليس بهذه السهولة التي نعتقد لأن الدراسات والبحوث دلت على صعوبة ذلك. ولعل السبب في عدم تمكن المعلم من التعرف عليهم يكمن في اعتقاد معظمهم أنهم قد اختاروا الموهوبين ، ولكن سرعان ما تأتي نتائج الاختبارات العقلية لتؤكد عكس ذلك .كما أن لجوء المعلم الى استبعاد الاطفال الموهوبين لعدم تمكنه من التعرف عليهم تأتي الاختبارات الفعلية ذاتها لتثبت مرة اخرى خطأ اعتقادهم وهذا اسواء ما في الامر ان نستبعد موهوبا وهو موهوب . فاذا ما اردنا معرفة سبب خطأ المعلمين في التعرف على الأطفال الموهوبين لوجدنا انه يكمن في سببين:
السبب الاول: عدم خبرة المعلم الكافية للتعرف عليهم كونه يفتش عن الطفل الموهوب عبر قدرات معينة فلا يأتي تقديره في مكانه المناسب.
السبب الثاني: إن بعض الاطفال الموهوبين لا يظهرون مواهبهم خلال الدراسة بشكل ملموس فلا يتمكن المعلم والحالة هذه من التعرف عليهم.
ومن الجدير ذكره أن مظهر التفوق لا يظهر من خلال تحصيل التلاميذ الموهوبين في حصة الدرس بل يظهر في نواحي أخرى لا تلفت نظر المعلم ولا الأباء فيمر المربون على هكذا موضع مرور الكرام ولا يتمكنون بالتالي من معرفتهم . وخير مثال على ذلك الطفل الموهوب الذي تظهر موهبته في نقاش وحوار مع الاخرين بحيث يتمكن من القيام بهذا النقاش بشكل ملفت للنظر ، أو تمكنه من قراءة كتاب أو مجلة أو صحيفة تفوق مستواه العلمي ، أو الطفل الذي يتمكن من القيام بعمل فني هام . لذلك عندما نخضع هؤلاء الاطفال الموهوبين الى اختبار عقلي يأتي الاختبار مؤكدا صحة الموهبة.
اذن ماهي افضل الطرق الواجب اتباعها من قبل المعلم حتى يتمكن من معرفة الطفل الموهوب بشكل معقول ومقبول. ان الاجابة على هكذا سؤال تكمن في اخضاع هذا الطفل الى اختبار عقلي أو غيره من الاختبارات ذات العلاقة بكشف الموهبة.
ولما كانت طريقة التعرف على الطفل الموهوب ترتبط بنوع الاختبار لذا نجد انفسنا وجه لوجه أمام اختبارات مختلفة لابد من اجرائها للوصول الى افضل نتيجة وهذه الاختبارات هي:
1- اختبارات الذكاء الفردية.
2- اختبارات الذكاء الجمعية.
3- الاختبارات التحصيلية.
4- ملاحظات المعلم للتلاميذ داخل الصف.
هذا ولكل طريقة من هذه الطرق نواح سلبية خاصة بها مما يدلنا بوضوح على أنه ليست هناك من طريقة واحدة يمكن الركون اليها كمعيار محدد للتعرف على الاطفال الموهوبين. واليكم سلبيات وايجابيات كل طريقة من طرق الاختبارات المذكورة أعلاه وهي كما يلي:
1- مساوئ طريقة اختبارات الذكاء الفردية:
أنها ولاشك افضل طريقة لكنها تتطلب وقتاً طويلاً لتطبيقها فضلا عن ان المعلم لا يستطيع أن يقوم بها على جميع التلاميذ – سيما وان اعداد التلاميذ اليوم كبير نسبياً- نظرا لضيق الوقت. ومن الجدير ذكره في هذا الخصوص ان الاخصائي النفسي في المدرسة هو الذي يلعب دور المساعد المباشر للمعلم في اجراء هكذا اختبارات ، وهذا غير متوفر في معظم مدارس العالم العربي.
2- مساوئ طريقة اختبارات الذكاء الجمعية:
تكمن افادتها في عمومتيها كونها تعطي فكرة عامة عن الصف ، لكنها لا تستطيع الدلالة على موضع الضعف او النقص فيما يواجه التلاميذ من صعوبات دراسية او نفسية.
3- مساوئ طريقة الاختبارات التحصيلية:
لا تستطيع هذه الطريقة ان تدلنا على الاطفال الموهوبين خاصة من يبذلون جهدا كافياً يتفق مع ميولهم وحاجاتهم واستعداداتهم وبالتالي مواهبهم. كما لا تكشف الاطفال الذين يفشلون في اختبارات الذكاء الجمعية.
4- مساوئ طريقة ملاحظة المعلم:
لا يمكننا الاعتماد على الملاحظات فقط من أجل اكتشاف مواهب الاطفال الذين لا يبذلون مجهوداً كافياً يتناسب مع قدراتهم ولا الاطفال الموهوبين الذين يعانون من مشاكل عاطفية او انفعالية او بيئية او سواهم من الذين لا يحبون برامج التعليم الموضوعية.
وعلى المعلم الا يشعر بخيبة الامل اذا لم يتمكن من التعرف على التلاميذ وسلوكهم عن طريق ملاحظتهم ، لان الملاحظة كما اسلفنا لا يمكنها ان تؤدي الغرض المطلوب : فكثير من علماء النفس يقعون في خطأ الملاحظة عندما يلجؤون الى تقديراتهم اذا لم يستعينوا بالاختبارات الاخرى.
ولعل افضل طريقة للمدرسة وللمعلم ان يتبعوها هي اللجوء الى اختبارات الذكاء المخصصة للأطفال وذلك ضمن فترات منتظمة شريطة ان يكون المعلم مؤهلاَ وملما بالاختبارات واصول اجرائها وتفسيرها حسب نوع السلوك الذي يقوم به الاطفال . فاذا ما اجتاز هؤلاء الاطفال هذه الاختبارات بدرجة عالية ومميزة عند ذاك يجب ان تجري عليهم اختبارات فردية للتأكد من مواهبهم الكامنة. (خوري ،2002).
خصائص الاطفال الموهوبين:
لخَص بعض الباحثين خصائص الاطفال الموهوبين على النحو الاتي:
الخصائص البدنية:
أشارت الدراسات المختلفة الى أن الاطفال الموهوبين يتميزون عن أقرانهم متوسطي الذكاء بانهم اطول واكثر وزنا واكثر حيوية ويتمتعون بصحة جيدة وانهم حافظو على تفوقهم الجسمي والصحي مع مرور الزمن. الا ان هذا التفوق في الخصائص الجسمية لا ينطبق بالضرورة على كل طفل موهوب، اذا يمكن أن يكون بعض الاطفال الموهوبين والمتفوقين ذوو بنية جسمية ضعيفة أو حجم صغير او مصابين بأمراض جسمية.
الخصائص العقلية: تشير غالبية الدراسات الى تفوق الاطفال الموهوبين عن اقرانهم العاديين في كثير من الخصائص العقلية، حيث ان لديهم درجة عالية من الذكاء كما تقيسها اختبارات الذكاء الفردية والجماعية، ويتميزون بانهم اكثر انتباهاً وحباً للاطلاع ، ويميلون الى طرح اسئلة كثيرة ، ولديهم قدرة عالية على القراءة والكتابة ، والاهتمام بالموضوعات التي يهتم بها من هم اكبر سناَ، وسرعتهم كبيرة في حل المشكلات التعليمية الي تعترضهم، ومستوى تحصيلهم رفيع ، وقدرتهم في التعبير عن انفسهم كبيرة ، ويميلون الى النقد البناء وغير ذلك من الصفات. ونشير في هذا الصدد الى انه ليس بالضرورة ان تنطبق هذه الصفات جميعها على جميع الموهوبين، فالفروق الفردية قائمة بين الموهوبين كما هي بين الافراد العاديين.
الخصائص الانفعالية والاجتماعية: كان هناك اعتقاد خاطئ ان الموهوبين يميلون الى العزلة وليست لديهم أنشطة اجتماعية، ولكن الدراسات العلمية الحديثة اشارة عكس ذلك، حيث ان الاطفال الموهوبين يتميزون بالخصائص الانفعالية والاجتماعية التالية:
• منفتحون على المجتمع ومشاركون جيدون في الانشطة الاجتماعية المختلفة.
• مستقرون عاطفياً ومستقلون ذاتياً .
• اقل عرضة للاضطرابات الذهانية والعصابية مقارنة بغيرهم.
• مستوى عالي من النضج الاخلاقي.
• ادراك قوي لمفهوم العدالة في علاقاتهم مع الاخرين، وقدرة على الضبط والتحكيم الذاتي.
• المرح وروح الدعابة والنكتة.
• حساسية مرتفعة وغير عادية نحو مطالب واحتياجات الاخرين.
الخوالدة ، القمش ، 2015).
خصائص الاتصال والتواصل: مجموعة من الخصائص والسمات التي يمتاز بها الموهوبون في عملية اتصالهم بالمحيط الخارجي، وكذلك الاتصال الداخلي مع الذات وهي:
• مستويات مرتفعة من النمو اللغوي والمعرفي.
• يمتلكون مهارات الاتصال بشكل فعال، كالإنصات الجيد.
• رصيد مرتفع من المفردات اللغوية.
(عباصرة، اسماعيل ،2012)
عقبات تواجه الاطفال الموهوبين.
في طليعة المشاكل التي تواجه الطفل الموهوب هي القدرة على التكيف مع زملاؤه الذين هم دونه في المستوى العقلي والقدرة على الاستيعاب. فقد يجد الطفل نفسه في وضع متفوق عن السواد الاعظم من التلاميذ الذين لم يستوعبوا بعد القواعد الاساسية التي يعتبرها المعلم جزءاً اساسياَ من المنهاج .
وقد يفقد الموهوبين صبرهم في تحمل رفاقهم الذين هم دونهم في المستوى الذكائي خاصة اولئك المتخلفون ، وهذا ما يجعل الموهوب ضيق الصدر قصير النظر. مما يحتم ضرورة ارشاد الطفل الموهوب الى أن يحسن التكيف مع رفاقه.
وهناك شيء اخر جدير بالذكر وهو ضرورة معرفة الطفل الموهوب لحدود سلوكه، فلا يجوز ان يفرض افكاره واراءه داخل الصف معترضاً حينا ومتباهياً حيناً اخرى مما يؤدي الى الفوضى.
عقبات تواجه المعلم:
لاشك أن أهم عقبه تواجه المعلم في الصف هي التفاوت الملحوظ في مستوى الطفل الموهوب مقارنة بمستوى رفاقه لاسيما في المراحل الدراسية المتقدمة. وهي في نظرنا مشكلة ذات صفة أوليه كونها تواجه معظم المعلمين الذين يقفون حيارى امامها فيما يجب ان يفعلوا.
واذا اضفنا الى هذا كله عدم قدرة المعلم على القيام بمهنة التعليم كما يجب، لوجدنا مدى الصعوبة التي يمكن ان يواجهها، لاسيما أن معلم المرحلة الابتدائية يجب ان يلم بأصول وطرق التدريس لمعظم المواد الدراسية في تلك المرحلة.
لذلك يلعب المعلم دوراً هاماَ ورئيساً في هذا الصدد، وعبر هذا التأهيل وتلك القدرة يتمكن من مواجهة الأمر ولو بشكل نسبي.
الحلول لمشاكل الاطفال الموهوبين:
أمام هكذا مشاكل لابد للمربي وللمختص في ميدان التربية من التفتيش عن حلول علها تكون مناسبة للخروج من هذا المأزق . وفي طليعة هذه الحلول.
1- مدرسة خاصة بالموهوبين.
ان اول ما يتبادر الى ذهن القائمين على التربية ايجاد مدرسة خاصة بالموهوبين بحيث تتمكن المدرسة من:
• خلق تجانس عقلي متقارب بين الاطفال.
• وضع صفوف معينة حسب المستوى العقلي.
• التمكن من ايجاد الأخصائيين القادرين على القيام بإنجاح هذه المهمة.
اما البرنامج المفترض وضعه في هكذا مدارس يكمن في تنفيذه عبر الاطفال انفسهم ، ولذلك فالصفوف في مجملها صفوف حره شبيهه بالعمل في المعمل بحيث يقسم الاطفال في الصف الواحد الى مجموعات لكل منها هوايتها وعملها الخاص بها سواء كان ذلك في مجال الرياضيات او العلوم او الفن، او اللغات او البحث او سواها.
2- مجموعات خاصة بالموهوبين:
يتم جمع الموهوبين في مجموعات خاصة يتم اختيارها ضمن مستوى عقلي وزمني متجانس بحيث يتم تدريسهم في صفوف خاصة وفي قت محدد من اليوم المدرسي، على أن يمضوا الجانب الاخر مع زملائهم العاديين . ويسمح لهذه المجموعة الخاصة بأعداد البرامج والمشاريع للصف والقيام برحلات ذات صفة واسعة تحقق رغباتهم وطموحاتهم. كما تقدم لهم المدرسة دروساً اكثر في مجال اللغات وتعمل على اعدادهم للقيادة.
3- أخصائيو الارشاد والتعليم والتوجيه.
لجاء أخرون من المتعاطين بالشأن التربوي الى حل وسط بين الحلين السابقين وذلك عبر إيجاد أخصائي يقوم بتوجيه المعلمين بأصول وكيفية تعليم الاطفال الموهوبين بالإضافة الى الاجتماع بهم من حين لأخر بضع ساعات في الاسبوع وذلك من اجل اشباع رغباتهم وتنمية ميولهم السريعة النمو.
4-التعليم الفردي أو الانفرادي:
لعل هذه الطريقة هي الاكثر شيوعا وقدماً كونها ترتكز على الفروق الفردية بين التلاميذ الموهوبين انفسهم. لذلك لجاءت بعض المدارس الى دراسة كل حالة على حدة بحيث يجري عبر امتحانات معينة الكشف عن شخصيات وميول ورغبات وحالات التلاميذ ومن ثم العمل على ما يناسب هذه الاحتياجات.
وقد دلت البحوث فوائد هذه الطريقة خاصة دراسة الموهوبين الذين يعانون من مشاكل خاصة بهم.
5- ترفيع وتسريع تعليم الطفل الموهوب:
على الرغم من المشاكل التي قد تواجه الطفل الموهوب بسبب وجوده بين طلاب بمستوى عمري أعلى فقد دلت الدراسات والبحوث التي اجريت في هذا الخصوص بان الاطفال الموهوبين الذين سمح لهم بمتابعة التعلم في صف أعلى حققوا نجاحاً واحرزوا تقدماً في دراستهم وأن النتائج التي حصلوا عليها خير دليل ودافع على الاستمرار فيها.( خوري،2002).
6-التعليم في المنزل: Home schooling
ويشمل توفير معلم او مدرب خاص للطالب الموهوب واحياناً قد يتم التوقف عن ارسال الطالب للمدرسة وتوفير الفرص له للالتحاق بصفوف خارج اسوارها .
7- برامج الاثراء الصيفية:Summer Enrichment Programs
وتكون على هيئة مواد دراسية تتوفر في فصل الصيف ضمن ما يعرف بالمدارس او المخيمات الصيفية.
8- ضغط المادة التعليمية :Compacting
يتم فحص الطالب قبل البدء بتدريس المادة لمعرفة المحتوى الدراسي الذي يتقنه. وقد تجري الاختبارات القبلية يومياً او اسبوعياَ أو أكثر من ذلك . وعندما يثبت الطالب انه يعرف المحتوى يسمح له بتخطي المادة التي يعرفها لتجنب الملل وتوفير الفرص له لتعلم مادة اكثر تقدما.( الخطيب،2013).
ختاماً نستنتج مما سبق الاتي:
إن الموهبة هي تميز الطفل او الشاب في خصائص وسمات معينة، ومهمة المدرسة والمعلم والقائمين على التربية بشكل عام العمل على اكتشاف الاطفال الموهوبين. ولكي تتمكن المدرسة من القيام بذلك ينبغي اعداد المعلم والاخصائي النفسي بما يؤهلهم لاستخدام وسائل تشخيص واكتشاف الاطفال الموهوبين. ثم وضع البرامج التعليمية المناسبة لتطوير امكانياتهم وتذليل الصعوبات التي تعيق تكيفهم.
المصادر:
• خوري، توما جورج (2002) " الطفل الموهوب والطفل البطيء التعلم " الطبعة الاولى المؤسسة الجامعة للدراسات والنشر والتوزيع في بيروت عام 2002.
• الجوالدة، فؤاد عيد، القمش مصطفي نوري( 2015) التربية الخاصة للموهوبين ،الطبعة الاولى، دار الاعصار العلمي للنشر والتوزيع، عمان.
• الخطيب، جمال محمد (2013) اسس التربية الخاصة ، الطبعة الاولى ، مكتبة المتنبي، الدمام- المملكة العربية السعودية.
• عباصرة ،سامر مطلق محمد ؛ اسماعيل، نور عزيز (2012) سمات وخصائص الطلبة الموهوبين والمتفوقين كأساس لتطوير مقاييس الكشف عنهم. المجلة العربية لتطوير التفوق، المجلد الثالث، العدد(4).
أ. د. عبده فرحان الحميري
استاذ علم النفس والقياس النفسي
Prof_Alhemyari1963@yahoo.com
dafa1963@yahoo.com
منشور في مجلة وهج الثقافة- مجلة ثقافية تصدر عن كلية العلوم والاداب بشروره – جامعة نجران- العدد التجريبي 2018
مقدمة
جلب التقدم في التربية وعلم النفس في مطلع القرن العشرين معه مصداقيه علمية في مجال تعليم الموهوبين والمتفوقين . وانبثقت الدراسات العلمية المبكرة للموهبة في عشرينات وثلاثينات القرن الماضي عن البحوث العلمية حول موروثية الذكاء، وبناء ادوات لقياس كل من المتميزين وضعيفي الاداء ، وادراك ان المدارس بصفوفها المتدرجة لا يمكن ان تلبي على نحو كاف احتياجات جميع الاطفال.
وفي الربع الاخير من القرن العشرين انطلقت في امريكا واوروبا ودول اخرى وبتمويل ضخم ابحاث مستفيضة حول البرمجة التربوية للموهوبين. وينت التقارير الرسمية في تلك الدول الفرص الضائعة الناتجة عن عدم التعرف على الطلبة الموهوبين وخدمتهم. فالتسريع على سبيل المثال، لا يطبق الا على نطاق محدود رغم الدعم الهائل الذي قدمته البحوث العلمية له. وفي المقابل وجهت الدعوات لمزيد من البحوث في مجال تعليم الموهوبين، واصدرت عدة دول معايير وطنية لتعليم الاطفال الموهوبين. وينظر الى الالفية الثالثة على انها تمثل حقبة جديدة تتوفر فيها امكانيات لا حدود لها لتطوير تعليم الاطفال الموهوبين.
وتؤكد الدراسات بان حوالي 2-3% من مجموع السكان في أي مجتمع لديهم القابلية لان يكونوا موهوبين او متفوقين.( الخطيب،2013).
من هم الاطفال الموهوبين؟
ليس هناك تعريف علمي متفق عليه للموهبة (Giftedness)، ويختلف التربويون في الدولة الواحدة في تعريف الموهبة حتى لو استخدموا نفس اختبار الذكاء لتعريف الموهبة. فمن وجهة نظر جونسن Johnsen : 2003)) يشير مصطلح الموهوبين إلى الاطفال والشباب الذين يظهرون دليلاً على قدرة عالية الاداء في مجالات مثل؛ القدرات الفكرية ، والابداعية ، والفنية أو القيادة ، او في مجالات اكاديمية محددة ، والذين يحتاجون الى خدمات أو أنشطة لأتقدم عادة من قبل المدرسة من اجل تطوير مثل هذه القدرات.
وفي عام 2011، اعادت الرابطة الوطنية الامريكية للأطفال الموهوبين National Association for Gifted Children تعريف الموهبة على النحو الاتي:
الافراد الموهبين هم الذين يظهرون مستويات متميزة من القابلية ( القدرة الاستثنائية على التعلم والتفكير) أو الكفاءة (اداء او انجاز ضمن أعلى 10% في المجتمع) في واحد أو اكثر من المجالات ، وتشمل( الرياضيات ، الموسيقى ، اللغة) أو مجموعة من المهارات الحسية الحركية (الرسم بالألوان، الرقص، الرياضة الخ ...).
ولقد دلت الدراسات التي قام بها العلماء والباحثون أن الاطفال الذين يملكون مواهب نوعية تنطبق عليهم المعايير العامة للتفوق العقلي. ( الخطيب،2013).
كيف نتعرف على الاطفال الموهوبين؟
قبل ان نعد البرامج اللازمة للتعرف على الاطفال الموهوبين لابد ان نتعرف عليهم. وهنا نطرح السؤال التالي: هل التعرف عليهم أمر سهل؟ أم على شيء من الصعوبة وهل يمكن للمعلم عبر الملاحظة ان يقوم بها بشكل عفوي أو مقصود ؟ الحقيقة أن الامر ليس بهذه السهولة التي نعتقد لأن الدراسات والبحوث دلت على صعوبة ذلك. ولعل السبب في عدم تمكن المعلم من التعرف عليهم يكمن في اعتقاد معظمهم أنهم قد اختاروا الموهوبين ، ولكن سرعان ما تأتي نتائج الاختبارات العقلية لتؤكد عكس ذلك .كما أن لجوء المعلم الى استبعاد الاطفال الموهوبين لعدم تمكنه من التعرف عليهم تأتي الاختبارات الفعلية ذاتها لتثبت مرة اخرى خطأ اعتقادهم وهذا اسواء ما في الامر ان نستبعد موهوبا وهو موهوب . فاذا ما اردنا معرفة سبب خطأ المعلمين في التعرف على الأطفال الموهوبين لوجدنا انه يكمن في سببين:
السبب الاول: عدم خبرة المعلم الكافية للتعرف عليهم كونه يفتش عن الطفل الموهوب عبر قدرات معينة فلا يأتي تقديره في مكانه المناسب.
السبب الثاني: إن بعض الاطفال الموهوبين لا يظهرون مواهبهم خلال الدراسة بشكل ملموس فلا يتمكن المعلم والحالة هذه من التعرف عليهم.
ومن الجدير ذكره أن مظهر التفوق لا يظهر من خلال تحصيل التلاميذ الموهوبين في حصة الدرس بل يظهر في نواحي أخرى لا تلفت نظر المعلم ولا الأباء فيمر المربون على هكذا موضع مرور الكرام ولا يتمكنون بالتالي من معرفتهم . وخير مثال على ذلك الطفل الموهوب الذي تظهر موهبته في نقاش وحوار مع الاخرين بحيث يتمكن من القيام بهذا النقاش بشكل ملفت للنظر ، أو تمكنه من قراءة كتاب أو مجلة أو صحيفة تفوق مستواه العلمي ، أو الطفل الذي يتمكن من القيام بعمل فني هام . لذلك عندما نخضع هؤلاء الاطفال الموهوبين الى اختبار عقلي يأتي الاختبار مؤكدا صحة الموهبة.
اذن ماهي افضل الطرق الواجب اتباعها من قبل المعلم حتى يتمكن من معرفة الطفل الموهوب بشكل معقول ومقبول. ان الاجابة على هكذا سؤال تكمن في اخضاع هذا الطفل الى اختبار عقلي أو غيره من الاختبارات ذات العلاقة بكشف الموهبة.
ولما كانت طريقة التعرف على الطفل الموهوب ترتبط بنوع الاختبار لذا نجد انفسنا وجه لوجه أمام اختبارات مختلفة لابد من اجرائها للوصول الى افضل نتيجة وهذه الاختبارات هي:
1- اختبارات الذكاء الفردية.
2- اختبارات الذكاء الجمعية.
3- الاختبارات التحصيلية.
4- ملاحظات المعلم للتلاميذ داخل الصف.
هذا ولكل طريقة من هذه الطرق نواح سلبية خاصة بها مما يدلنا بوضوح على أنه ليست هناك من طريقة واحدة يمكن الركون اليها كمعيار محدد للتعرف على الاطفال الموهوبين. واليكم سلبيات وايجابيات كل طريقة من طرق الاختبارات المذكورة أعلاه وهي كما يلي:
1- مساوئ طريقة اختبارات الذكاء الفردية:
أنها ولاشك افضل طريقة لكنها تتطلب وقتاً طويلاً لتطبيقها فضلا عن ان المعلم لا يستطيع أن يقوم بها على جميع التلاميذ – سيما وان اعداد التلاميذ اليوم كبير نسبياً- نظرا لضيق الوقت. ومن الجدير ذكره في هذا الخصوص ان الاخصائي النفسي في المدرسة هو الذي يلعب دور المساعد المباشر للمعلم في اجراء هكذا اختبارات ، وهذا غير متوفر في معظم مدارس العالم العربي.
2- مساوئ طريقة اختبارات الذكاء الجمعية:
تكمن افادتها في عمومتيها كونها تعطي فكرة عامة عن الصف ، لكنها لا تستطيع الدلالة على موضع الضعف او النقص فيما يواجه التلاميذ من صعوبات دراسية او نفسية.
3- مساوئ طريقة الاختبارات التحصيلية:
لا تستطيع هذه الطريقة ان تدلنا على الاطفال الموهوبين خاصة من يبذلون جهدا كافياً يتفق مع ميولهم وحاجاتهم واستعداداتهم وبالتالي مواهبهم. كما لا تكشف الاطفال الذين يفشلون في اختبارات الذكاء الجمعية.
4- مساوئ طريقة ملاحظة المعلم:
لا يمكننا الاعتماد على الملاحظات فقط من أجل اكتشاف مواهب الاطفال الذين لا يبذلون مجهوداً كافياً يتناسب مع قدراتهم ولا الاطفال الموهوبين الذين يعانون من مشاكل عاطفية او انفعالية او بيئية او سواهم من الذين لا يحبون برامج التعليم الموضوعية.
وعلى المعلم الا يشعر بخيبة الامل اذا لم يتمكن من التعرف على التلاميذ وسلوكهم عن طريق ملاحظتهم ، لان الملاحظة كما اسلفنا لا يمكنها ان تؤدي الغرض المطلوب : فكثير من علماء النفس يقعون في خطأ الملاحظة عندما يلجؤون الى تقديراتهم اذا لم يستعينوا بالاختبارات الاخرى.
ولعل افضل طريقة للمدرسة وللمعلم ان يتبعوها هي اللجوء الى اختبارات الذكاء المخصصة للأطفال وذلك ضمن فترات منتظمة شريطة ان يكون المعلم مؤهلاَ وملما بالاختبارات واصول اجرائها وتفسيرها حسب نوع السلوك الذي يقوم به الاطفال . فاذا ما اجتاز هؤلاء الاطفال هذه الاختبارات بدرجة عالية ومميزة عند ذاك يجب ان تجري عليهم اختبارات فردية للتأكد من مواهبهم الكامنة. (خوري ،2002).
خصائص الاطفال الموهوبين:
لخَص بعض الباحثين خصائص الاطفال الموهوبين على النحو الاتي:
الخصائص البدنية:
أشارت الدراسات المختلفة الى أن الاطفال الموهوبين يتميزون عن أقرانهم متوسطي الذكاء بانهم اطول واكثر وزنا واكثر حيوية ويتمتعون بصحة جيدة وانهم حافظو على تفوقهم الجسمي والصحي مع مرور الزمن. الا ان هذا التفوق في الخصائص الجسمية لا ينطبق بالضرورة على كل طفل موهوب، اذا يمكن أن يكون بعض الاطفال الموهوبين والمتفوقين ذوو بنية جسمية ضعيفة أو حجم صغير او مصابين بأمراض جسمية.
الخصائص العقلية: تشير غالبية الدراسات الى تفوق الاطفال الموهوبين عن اقرانهم العاديين في كثير من الخصائص العقلية، حيث ان لديهم درجة عالية من الذكاء كما تقيسها اختبارات الذكاء الفردية والجماعية، ويتميزون بانهم اكثر انتباهاً وحباً للاطلاع ، ويميلون الى طرح اسئلة كثيرة ، ولديهم قدرة عالية على القراءة والكتابة ، والاهتمام بالموضوعات التي يهتم بها من هم اكبر سناَ، وسرعتهم كبيرة في حل المشكلات التعليمية الي تعترضهم، ومستوى تحصيلهم رفيع ، وقدرتهم في التعبير عن انفسهم كبيرة ، ويميلون الى النقد البناء وغير ذلك من الصفات. ونشير في هذا الصدد الى انه ليس بالضرورة ان تنطبق هذه الصفات جميعها على جميع الموهوبين، فالفروق الفردية قائمة بين الموهوبين كما هي بين الافراد العاديين.
الخصائص الانفعالية والاجتماعية: كان هناك اعتقاد خاطئ ان الموهوبين يميلون الى العزلة وليست لديهم أنشطة اجتماعية، ولكن الدراسات العلمية الحديثة اشارة عكس ذلك، حيث ان الاطفال الموهوبين يتميزون بالخصائص الانفعالية والاجتماعية التالية:
• منفتحون على المجتمع ومشاركون جيدون في الانشطة الاجتماعية المختلفة.
• مستقرون عاطفياً ومستقلون ذاتياً .
• اقل عرضة للاضطرابات الذهانية والعصابية مقارنة بغيرهم.
• مستوى عالي من النضج الاخلاقي.
• ادراك قوي لمفهوم العدالة في علاقاتهم مع الاخرين، وقدرة على الضبط والتحكيم الذاتي.
• المرح وروح الدعابة والنكتة.
• حساسية مرتفعة وغير عادية نحو مطالب واحتياجات الاخرين.
الخوالدة ، القمش ، 2015).
خصائص الاتصال والتواصل: مجموعة من الخصائص والسمات التي يمتاز بها الموهوبون في عملية اتصالهم بالمحيط الخارجي، وكذلك الاتصال الداخلي مع الذات وهي:
• مستويات مرتفعة من النمو اللغوي والمعرفي.
• يمتلكون مهارات الاتصال بشكل فعال، كالإنصات الجيد.
• رصيد مرتفع من المفردات اللغوية.
(عباصرة، اسماعيل ،2012)
عقبات تواجه الاطفال الموهوبين.
في طليعة المشاكل التي تواجه الطفل الموهوب هي القدرة على التكيف مع زملاؤه الذين هم دونه في المستوى العقلي والقدرة على الاستيعاب. فقد يجد الطفل نفسه في وضع متفوق عن السواد الاعظم من التلاميذ الذين لم يستوعبوا بعد القواعد الاساسية التي يعتبرها المعلم جزءاً اساسياَ من المنهاج .
وقد يفقد الموهوبين صبرهم في تحمل رفاقهم الذين هم دونهم في المستوى الذكائي خاصة اولئك المتخلفون ، وهذا ما يجعل الموهوب ضيق الصدر قصير النظر. مما يحتم ضرورة ارشاد الطفل الموهوب الى أن يحسن التكيف مع رفاقه.
وهناك شيء اخر جدير بالذكر وهو ضرورة معرفة الطفل الموهوب لحدود سلوكه، فلا يجوز ان يفرض افكاره واراءه داخل الصف معترضاً حينا ومتباهياً حيناً اخرى مما يؤدي الى الفوضى.
عقبات تواجه المعلم:
لاشك أن أهم عقبه تواجه المعلم في الصف هي التفاوت الملحوظ في مستوى الطفل الموهوب مقارنة بمستوى رفاقه لاسيما في المراحل الدراسية المتقدمة. وهي في نظرنا مشكلة ذات صفة أوليه كونها تواجه معظم المعلمين الذين يقفون حيارى امامها فيما يجب ان يفعلوا.
واذا اضفنا الى هذا كله عدم قدرة المعلم على القيام بمهنة التعليم كما يجب، لوجدنا مدى الصعوبة التي يمكن ان يواجهها، لاسيما أن معلم المرحلة الابتدائية يجب ان يلم بأصول وطرق التدريس لمعظم المواد الدراسية في تلك المرحلة.
لذلك يلعب المعلم دوراً هاماَ ورئيساً في هذا الصدد، وعبر هذا التأهيل وتلك القدرة يتمكن من مواجهة الأمر ولو بشكل نسبي.
الحلول لمشاكل الاطفال الموهوبين:
أمام هكذا مشاكل لابد للمربي وللمختص في ميدان التربية من التفتيش عن حلول علها تكون مناسبة للخروج من هذا المأزق . وفي طليعة هذه الحلول.
1- مدرسة خاصة بالموهوبين.
ان اول ما يتبادر الى ذهن القائمين على التربية ايجاد مدرسة خاصة بالموهوبين بحيث تتمكن المدرسة من:
• خلق تجانس عقلي متقارب بين الاطفال.
• وضع صفوف معينة حسب المستوى العقلي.
• التمكن من ايجاد الأخصائيين القادرين على القيام بإنجاح هذه المهمة.
اما البرنامج المفترض وضعه في هكذا مدارس يكمن في تنفيذه عبر الاطفال انفسهم ، ولذلك فالصفوف في مجملها صفوف حره شبيهه بالعمل في المعمل بحيث يقسم الاطفال في الصف الواحد الى مجموعات لكل منها هوايتها وعملها الخاص بها سواء كان ذلك في مجال الرياضيات او العلوم او الفن، او اللغات او البحث او سواها.
2- مجموعات خاصة بالموهوبين:
يتم جمع الموهوبين في مجموعات خاصة يتم اختيارها ضمن مستوى عقلي وزمني متجانس بحيث يتم تدريسهم في صفوف خاصة وفي قت محدد من اليوم المدرسي، على أن يمضوا الجانب الاخر مع زملائهم العاديين . ويسمح لهذه المجموعة الخاصة بأعداد البرامج والمشاريع للصف والقيام برحلات ذات صفة واسعة تحقق رغباتهم وطموحاتهم. كما تقدم لهم المدرسة دروساً اكثر في مجال اللغات وتعمل على اعدادهم للقيادة.
3- أخصائيو الارشاد والتعليم والتوجيه.
لجاء أخرون من المتعاطين بالشأن التربوي الى حل وسط بين الحلين السابقين وذلك عبر إيجاد أخصائي يقوم بتوجيه المعلمين بأصول وكيفية تعليم الاطفال الموهوبين بالإضافة الى الاجتماع بهم من حين لأخر بضع ساعات في الاسبوع وذلك من اجل اشباع رغباتهم وتنمية ميولهم السريعة النمو.
4-التعليم الفردي أو الانفرادي:
لعل هذه الطريقة هي الاكثر شيوعا وقدماً كونها ترتكز على الفروق الفردية بين التلاميذ الموهوبين انفسهم. لذلك لجاءت بعض المدارس الى دراسة كل حالة على حدة بحيث يجري عبر امتحانات معينة الكشف عن شخصيات وميول ورغبات وحالات التلاميذ ومن ثم العمل على ما يناسب هذه الاحتياجات.
وقد دلت البحوث فوائد هذه الطريقة خاصة دراسة الموهوبين الذين يعانون من مشاكل خاصة بهم.
5- ترفيع وتسريع تعليم الطفل الموهوب:
على الرغم من المشاكل التي قد تواجه الطفل الموهوب بسبب وجوده بين طلاب بمستوى عمري أعلى فقد دلت الدراسات والبحوث التي اجريت في هذا الخصوص بان الاطفال الموهوبين الذين سمح لهم بمتابعة التعلم في صف أعلى حققوا نجاحاً واحرزوا تقدماً في دراستهم وأن النتائج التي حصلوا عليها خير دليل ودافع على الاستمرار فيها.( خوري،2002).
6-التعليم في المنزل: Home schooling
ويشمل توفير معلم او مدرب خاص للطالب الموهوب واحياناً قد يتم التوقف عن ارسال الطالب للمدرسة وتوفير الفرص له للالتحاق بصفوف خارج اسوارها .
7- برامج الاثراء الصيفية:Summer Enrichment Programs
وتكون على هيئة مواد دراسية تتوفر في فصل الصيف ضمن ما يعرف بالمدارس او المخيمات الصيفية.
8- ضغط المادة التعليمية :Compacting
يتم فحص الطالب قبل البدء بتدريس المادة لمعرفة المحتوى الدراسي الذي يتقنه. وقد تجري الاختبارات القبلية يومياً او اسبوعياَ أو أكثر من ذلك . وعندما يثبت الطالب انه يعرف المحتوى يسمح له بتخطي المادة التي يعرفها لتجنب الملل وتوفير الفرص له لتعلم مادة اكثر تقدما.( الخطيب،2013).
ختاماً نستنتج مما سبق الاتي:
إن الموهبة هي تميز الطفل او الشاب في خصائص وسمات معينة، ومهمة المدرسة والمعلم والقائمين على التربية بشكل عام العمل على اكتشاف الاطفال الموهوبين. ولكي تتمكن المدرسة من القيام بذلك ينبغي اعداد المعلم والاخصائي النفسي بما يؤهلهم لاستخدام وسائل تشخيص واكتشاف الاطفال الموهوبين. ثم وضع البرامج التعليمية المناسبة لتطوير امكانياتهم وتذليل الصعوبات التي تعيق تكيفهم.
المصادر:
• خوري، توما جورج (2002) " الطفل الموهوب والطفل البطيء التعلم " الطبعة الاولى المؤسسة الجامعة للدراسات والنشر والتوزيع في بيروت عام 2002.
• الجوالدة، فؤاد عيد، القمش مصطفي نوري( 2015) التربية الخاصة للموهوبين ،الطبعة الاولى، دار الاعصار العلمي للنشر والتوزيع، عمان.
• الخطيب، جمال محمد (2013) اسس التربية الخاصة ، الطبعة الاولى ، مكتبة المتنبي، الدمام- المملكة العربية السعودية.
• عباصرة ،سامر مطلق محمد ؛ اسماعيل، نور عزيز (2012) سمات وخصائص الطلبة الموهوبين والمتفوقين كأساس لتطوير مقاييس الكشف عنهم. المجلة العربية لتطوير التفوق، المجلد الثالث، العدد(4).